[ يُحزنني الرجُل في السترةِ الحَمراءْ
الذي ما انفكَ يتوقُ إلى سترةٍ زرقاءْ
طوالَ الأعوامِ العشرين الأخيرة ْ
لكنَّه كان كُلَّ مَرة يشتريْ سترةً حمراء بدلاً منها .
يُحزنني الشتاءْ
الذي لنْ يعيشَ يوماً ليرى الصَّيف .
يُحزنني الأطفالْ
الذينَ بدأتْ تلوحُ فيهم
بوادرَ سِن الرُشد .
تُحزنني عِبارة " بِلا جدوى"
لأنَّها سوفَ تظلُ بِلا جَدوى .
يُحزنني السؤالْ
الذي يدَّعيْ الجميعُ - وأعني الجميع -
معرفةَ جوابِهْ .
يُحزنني ذاكَ الباحثُ عَن السَّعادة ْ
الذي وجَدها على غفلةٍ منهْ
منذ وقتٍ طويل،
ولَم يكتشف بعد أنَّها شرعتْ في النفاذ .
يُحزنني الصَّدى
الذي يَحلُم ولو لِمرّة
أن تكونَ له الكلمةِ الأولى .
يُحزنني المستقبلْ
الذي معَ كُلِّ لحظة تمرّ
ينكمشْ،
فيكبرُ الماضيْ .
يُحزنني الكتَّابُ الأمواتْ
لأنَّهم مُضطرّون دائماً
إلى الحلولِ مكان الأحياءْ .
تُحزنني الخطوطُ المتوازيةْ
التي لا مفرَّ مِن أن تصطدمُ
في اللانهاية ْ.
تُحزنني
هَذهِ القصيدةْ . . . ]